سامر قزح
- 23 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 10 أكتوبر

من ذاكرة دمشق إلى فضاء الفن المعاصر
في قلب باب توما، أحد أقدم أحياء دمشق العريقة، وُلد الفنان والمصوّر سامر قزح، حاملاً إرث عائلته العريق في حِرفة صياغة المجوهرات. فقد نشأ وسط بيت دمشقي يختزن قروناً من التقاليد الحرفية والفنية، فتلقّى عن والده أسرار المهنة، قبل أن يواصل دراسته في الهندسة الميكانيكية بمدينة حلب. غير أنّ شغفه الحقيقي ظل يتجه نحو الفن والذاكرة البصرية، ليجد في التصوير الفوتوغرافي والمعارض الفنية مجالاً رحباً للتعبير عن هويته وحبّه لمدينته.
عام 1994، حوّل قزح جزءاً من منزل العائلة في دمشق القديمة إلى معرض قزح للفن المعاصر، ليصبح أول فضاء فني من نوعه في ذلك المكان التاريخي. ومع التوسعة التي جرت عام 2006، تحوّل المعرض إلى مساحة تحتفي بالإبداع السوري على اختلاف أجياله، مقدّماً منصة مميزة للفنانين الشباب وطلبة المعاهد الفنية، وراعياً للحوار بين الماضي الدمشقي المتجذّر وروح الفن المعاصر.
التصوير كذاكرة بصرية
بدأ سامر قزح ممارسة التصوير الفوتوغرافي منذ عام 1983، معتمداً الكاميرا كأداة لرواية الحكاية وحفظ ذاكرة المكان. عبر صوره، تتجلى دمشق كمدينة حيّة، تتنفس بين أزقتها الضيقة وبيوتها العتيقة وأبوابها التاريخية. شارك في معارض جماعية داخل سوريا وخارجها، من بكين في أواخر الثمانينيات إلى باريس في Institut du Monde Arabe عام 2010، وصولاً إلى عروض معاصرة في دمشق وبيروت وأوروبا.
حوار دمشقي
في عام 2023، قدّم قزح أحدث معارضه الفردية بعنوان "حوار دمشقي" في مدينة بريمن الألمانية. جسّد المعرض دمشق بصورها الأبيض والأسود والألوان، لتغدو المدينة بطلةً للحكاية وموضوعاً للحوار الفني والثقافي. لاقى المعرض صدى واسعاً، إذ أعاد للذاكرة حضور دمشق كمدينة للفن والحضارة رغم ما مرّت به من حرب ودمار.
جسر مقاومة وذاكرة
لم يقتصر دور سامر قزح على عرض الأعمال الفنيّة؛ ففي سنوات الحرب السورية، أطلق من بيروت أول معرض للفن السوري المعاصر، مانحاً الفنانين السوريين مساحة للتعبير ومقاومة العزلة. وهكذا تحوّل مشروعه الفني إلى رسالة ثقافية، تثبت أنّ الفن قادر على أن يكون جسراً بين الشعوب، وذاكرة تحفظ ما يهدده النسيان.



تعليقات