مازن عرفة
- 23 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 10 أكتوبر
وُلد الأديب والباحث السوري مازن عرفة في دمشق عام 1955، ونشأ في بيئة ثقافية ساهمت في تشكيل وعيه المبكر بالأدب والفكر. تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق، حيث حصل عام 1983 على إجازة في اللغة الفرنسية، ثم اتجه نحو الدراسات العليا ليكمل مساره الأكاديمي في الخارج، فنال عام 1990 دكتوراه في علم المكتبات والمعلومات من جامعة ماري كوري سكودوفسكا في بولونيا – بولندا.
امتلك عرفة منذ بداياته خلفية معرفية ولغوية واسعة، إذ يتقن إلى جانب العربية الفرنسية والبولونية والألمانية، وهو ما أتاح له الاطلاع على تجارب أدبية وفكرية متنوعة انعكست في أسلوبه ومضامينه.
المسيرة الأدبية والفكرية
يُعدّ مازن عرفة من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي السوري المعاصر، إذ جمع في نتاجه بين العمق الفكري والبناء الفني المتماسك. تناول في أعماله قضايا الإنسان والمجتمع، متأملاً في الوجود الإنساني من زوايا فلسفية وإنسانية، وموظفاً لغة رفيعة تجمع بين الدقة والخيال.
تميّز مشروعه الإبداعي بقدرته على المزاوجة بين المعرفة الأكاديمية والخيال الأدبي، وهو ما جعله قريباً من القارئ العام والمتخصص في آن واحد.
يرتكز فكر عرفة الأدبي على أسئلة الهوية، والتغيرات الاجتماعية والثقافية في العالم العربي، إضافة إلى قضايا المعرفة والحرية والذاكرة. ويتسم أسلوبه بـ اللغة المكثفة، والبنية الحكائية المحكمة، مع حضور لافت للبعد الرمزي والفلسفي، ما يجعل نصوصه قابلة للتأويل على أكثر من مستوى.
يقيم منذ عام 2017 في ألمانيا، ويواصل نتاجه الأدبي والنقدي مكرّساً تجربته لرصد التحولات الثقافية والوجودية ومؤكداً على أهمية الكلمة أداةً لفهم الذات والعالم من حولها.
الحضور الثقافي
لم يقتصر نشاط مازن عرفة على التأليف، بل كان حاضراً في الندوات والحوارات الثقافية، حيث قدّم مساهمات في النقد الأدبي والفكري. كما أسهمت ترجماته ومعرفته باللغات الأجنبية في مدّ جسور بين الثقافة العربية ونظيراتها الأوروبية.
هذا الدور المزدوج – بين الباحث والأديب – جعله يُنظر إليه كجسر ثقافي، وكمثقف موسوعي قادر على الربط بين المعارف الإنسانية المختلفة.
يمثل نتاج مازن عرفة إضافة نوعية للمكتبة العربية، سواء عبر كتبه الأدبية أو بحوثه الأكاديمية. وقد منح تجربته طابعاً مميزاً يجمع بين التأصيل المعرفي والانفتاح على الحداثة. ولا يزال اسمه حاضراً بوصفه نموذجاً للمثقف الذي يسعى إلى أن يكون للأدب والفكر دور في مساءلة الواقع وتغييره.
تعليقات